Dr Mohamed Abu Al Nagah Clinic

هل يرجع الوزن بعد تحويل المسار

هل يرجع الوزن بعد تحويل المسار

تُعد عملية تحويل المسار واحدة من أنجح جراحات السمنة على الإطلاق، وتُستخدم لعلاج السمنة المفرطة، خاصة في الحالات التي لم تستجب للعلاج الدوائي أو الحميات الغذائية.
ورغم نجاح العملية في تقليل الوزن وتحسين جودة الحياة، فإن كثيرًا من المرضى يتساءلون: هل يمكن أن يرجع الوزن بعد تحويل المسار؟
في هذا المقال نوضح الحقائق الطبية المرتبطة بهذا التساؤل، ونشرح العوامل المؤثرة في استقرار الوزن على المدى الطويل.
 

كم نسبة نزول الوزن بعد عملية تحويل المسار؟
يُعد معدل فقدان الوزن بعد العملية من المؤشرات الأساسية على نجاحها. وتشير الدراسات إلى أن نسبة نزول الوزن تتراوح بين 65% إلى 80% من الوزن الزائد خلال أول 12 إلى 18 شهرًا بعد الجراحة.
وتُقاس النسبة بناءً على "الوزن الزائد" وليس الوزن الكلي. فعلى سبيل المثال، إذا كان الوزن الزائد للمريض 50 كجم، فإن فقدان 40 كجم خلال السنة الأولى يُعد نتيجة ممتازة.
 هل يرجع الوزن بعد تحويل المسار

معدل نزول الوزن بعد عملية تحويل المسار:
يختلف معدل نزول الوزن بعد عملية تحويل المسار من مريض لآخر، ويعتمد على عدة عوامل منها:
- مدى الالتزام بالنظام الغذائي بعد الجراحة.
- ممارسة النشاط البدني بانتظام.
- معدل الحرق الأساسي لدى المريض.
- الحالة الهرمونية والتمثيل الغذائي.
لكن بشكل عام، يكون فقدان الوزن سريعًا في أول 6 أشهر، بمعدل قد يصل إلى 6 – 10 كجم شهريًا، ثم يبدأ المعدل في التباطؤ تدريجيًا حتى يثبت الوزن.

متى يثبت الوزن بعد تحويل المسار؟
عادةً ما يبدأ الوزن في الاستقرار بعد 12 إلى 18 شهرًا من العملية. خلال هذه الفترة:
- يقل معدل فقدان الوزن بشكل ملحوظ.
- تبدأ كتلة الجسم في التوازن.
- يكتسب الجسم نمطًا غذائيًا جديدًا.
ولا يعني ثبات الوزن فشل العملية، بل هو مؤشر على أن الجسم بدأ في التكيف مع المرحلة الجديدة.

سبب ثبات الوزن بعد عملية تحويل مسار المعدة:
يعتبر الثبات في الوزن جزءًا طبيعيًا من مرحلة ما بعد فقدان الوزن السريع، وقد يتخلله بعض الزيادات الطفيفة في الوزن نتيجة لتغير نمط التغذية أو قلة النشاط. وتشمل أسباب ثبات الوزن بعد عملية تحويل مسار المعدة ما يلي:
- انخفاض استهلاك السعرات الحرارية بسبب صغر حجم المعدة، وبالتالي انخفاض الحرق.
- تغييرات في الهرمونات التي تتحكم في الجوع والشبع، مثل هرمون الجريلين.
- فقدان كتلة العضلات نتيجة لفقدان الوزن السريع، مما يؤدي إلى تقليل معدل الحرق.
- تناول بعض الأطعمة ذات السعرات العالية بكميات صغيرة دون وعي.
- التوقف عن ممارسة التمارين الرياضية المنتظمة.

هل يرجع الوزن بعد تحويل المسار؟
نعم، قد يرجع الوزن بعد تحويل المسار في بعض الحالات، لكنها ليست القاعدة العامة. ولا يُعتبر ذلك فشلًا للعملية بحد ذاتها، بل نتيجة لمجموعة من العوامل السلوكية والغذائية، مثل العودة إلى العادات الغذائية القديمة، أو عدم الالتزام بالمتابعة الطبية، واللذان قد يؤديان إلى فقدان السيطرة على الشهية أو تناول سعرات حرارية مرتفعة، حتى وإن كانت بكميات صغيرة.
وتُظهر الدراسات أن ما بين 10% إلى 20% من المرضى قد يكتسبون جزءًا من الوزن المفقود بعد مرور 3 إلى 5 سنوات من الجراحة، لكن:
- نادرًا ما يعود المريض إلى وزنه السابق قبل العملية.
- عودة الوزن بشكل كامل إلى ما كان عليه قبل الجراحة تحدث فقط بسبب فشل في الالتزام بتغيير نمط الحياة على المدى الطويل، وليس بسبب الجراحة نفسها.
- أغلب الزيادات تكون محدودة ويمكن تصحيحها بإعادة الالتزام بالتغذية السليمة والمتابعة الطبية.

لماذا يزيد الوزن بعد عملية تحويل المسار؟
تحدث زيادة الوزن بعد عملية تحويل المسار نتيجة مجموعة من الأسباب، منها:
- سوء استخدام حجم المعدة الجديد: عند تناول كميات صغيرة ولكن ذات سعرات حرارية عالية (مثل الحلويات والمشروبات الغازية)، يؤدي إلى استهلاك سعرات زائدة دون الشعور بالشبع.
- تمدد المعدة أو الوصلة بين المعدة والأمعاء: مع مرور الوقت، قد يحدث توسع بسيط في المعدة أو الوصلة الجراحية، مما يسمح بتناول كميات أكبر.
- انخفاض في مستوى النشاط البدني: بعد مرحلة فقدان الوزن السريع، قد يتوقف البعض عن ممارسة التمارين الرياضية.
- عدم وجود خطة تغذية مستدامة: الاعتماد فقط على الجراحة دون تبني أسلوب حياة صحي يجعل استعادة الوزن أكثر احتمالًا.
- عوامل نفسية أو عاطفية: مثل تناول الطعام كرد فعل للضغط أو القلق، وهو ما يُعرف بالأكل العاطفي.

ماذا نفعل عندما يزيد الوزن بعد عملية تحويل المسار؟
في حال لاحظ المريض عودة تدريجية في الوزن بعد العملية، يُنصح باتباع الخطوات التالية:
- المراجعة الطبية الفورية: زيارة الطبيب الجراح وأخصائي التغذية لتقييم السبب بدقة.
- إعادة ضبط نمط التغذية: تقليل السكريات البسيطة والدهون، وزيادة البروتين والألياف.
- العودة إلى برنامج رياضي منتظم: النشاط البدني يُعد أحد أهم عوامل ثبات الوزن بعد العملية.
- الفحص الإشعاعي أو بالمنظار: لتقييم حالة المعدة ومسار الأمعاء، والتأكد من عدم وجود توسع أو خلل في الوصلة الجراحية.
- الدعم النفسي والسلوكي: قد يُساعد الانضمام إلى مجموعات دعم أو العمل مع معالج سلوكي على كسر أنماط الأكل العاطفي.
- في بعض الحالات: قد يُوصى بإجراء تعديل جراحي (Revisional surgery) لتحسين نتيجة العملية الأولى، لكن هذا يكون بعد استنفاد كل الحلول غير الجراحية.

ولذلك، ينصح الدكتور محمد أبو النجا جميع المرضى بالالتزام بخطة طويلة الأمد تتضمن:
- المتابعة الطبية المنتظمة.
- الالتزام بنمط غذائي متوازن.
- دمج التمارين الرياضية ضمن الروتين اليومي.
- تجنب العادات التي تؤدي إلى التساهل الغذائي.

الشعور بالجوع بعد تحويل المسار:
من المتوقع أن يقل الشعور بالجوع بعد تحويل المسار، وذلك بسبب التغيرات في الهرمونات المرتبطة بالشبع والجوع، مثل انخفاض هرمون الجريلين. لكن في بعض الحالات، يعود الإحساس بالجوع تدريجيًا بعد 6 إلى 12 شهرًا من العملية، وهو أمر طبيعي نسبيًا. ويُصبح الأمر مقلقًا فقط إذا:
- كان الجوع مفرطًا وغير متناسب مع كمية الطعام المطلوبة.
- ترافق مع سرعة في زيادة الوزن.
- تزامن مع أعراض أخرى مثل الشعور بالانتفاخ أو التقيؤ أو ضعف الشبع.
في هذه الحالة، يجب مراجعة الطبيب لتقييم السبب، والذي قد يكون متعلقًا بتمدد المعدة أو تغير في نمط التغذية.

كيف أعرف أن عملية تحويل المسار فشلت؟
فشل عملية تحويل المسار ليس شائعًا، لكنه قد يحدث لأسباب تقنية أو سلوكية. وتشمل علامات فشل العملية ما يلي:
- عدم فقدان الوزن المتوقع خلال أول 6 إلى 12 شهرًا رغم الالتزام بالنظام الغذائي.
- استعادة معظم الوزن المفقود خلال فترة قصيرة بعد التثبيت.
- استمرار المشكلات الصحية المرتبطة بالسمنة مثل السكر أو ارتفاع ضغط الدم.
- شعور دائم بالجوع وضعف الإحساس بالشبع.
- ظهور مشكلات بالفحص أو الأشعة، مثل توسع الجيب المعدي أو فشل الوصلة.
في حال وجود هذه الأعراض، يقوم د. أحمد الشريفة بإجراء تقييم شامل يتضمن الفحص السريري، تحاليل الدم، والأشعة أو المنظار إذا لزم الأمر، لتحديد ما إذا كان هناك حاجة لتدخل علاجي أو جراحي إضافي.

هل تتوسع المعدة بعد تحويل المسار؟
رغم أن أحد أهداف عملية تحويل المسار هو تقليص حجم المعدة بحيث لا تستوعب كميات كبيرة من الطعام، إلا أنه قد يلاحظ بعض المرضى قدرة المعدة على استيعاب المزيد من الطعام بعد فترة من الجراحة. ولا يعني هذا بالضرورة فشل العملية، بل قد يكون نتيجة لتوسع جيب المعدة أو الوصلة المعوية نتيجة لممارسات غذائية غير صحيحة، مثل:
- الإفراط في تناول الطعام بشكل متكرر.
- تناول الطعام بسرعة دون مضغ كافي.
- تناول مشروبات غازية بانتظام.
وقد يؤدي توسع المعدة إلى زيادة تدريجية في الوزن والشعور بالجوع بعد فترة من الجراحة. لهذا السبب، يُشدد الأطباء على أهمية الالتزام الدائم بتعليمات ما بعد الجراحة، والمتابعة المنتظمة مع الطبيب المختص، لاكتشاف أي تغيّرات في الوقت المناسب.

ما هي اسباب فشل عملية تحويل المسار؟
رغم ارتفاع نسب النجاح، إلا أن هناك بعض الحالات التي تُصنّف على أنها فشل جزئي أو كلي لعملية تحويل المسار، ويُقصد بالفشل عدم تحقيق النتائج المتوقعة سواء على مستوى فقدان الوزن أو تحسّن الأمراض المرتبطة بالسمنة. وتشمل أسباب فشل العملية:
- توسع الجيب المعدي أو فتحة الاتصال مع الأمعاء، مما يسمح بتناول كميات أكبر من الطعام.
- عدم الالتزام بالنظام الغذائي أو العودة إلى العادات الغذائية غير الصحية.
- عدم علاج مسببات الأكل العاطفي أو النفسي، ما يؤدي إلى الإفراط في تناول الطعام.
- وجود مشكلات تقنية في الجراحة الأولى، مثل الطول غير المناسب للأمعاء المُحوّلة.
- غياب المتابعة الطبية المنتظمة، مما يؤدي إلى إهمال التغيرات المبكرة التي كان من الممكن تداركها.
وعند حدوث ذلك، يتطلب الأمر تقييمًا شاملًا للحالة من قبل جراح متخصص، مع تحديد ما إذا كانت الحالة قابلة للعلاج التحفظي أو تحتاج إلى جراحة تصحيحية.
 

هل تحدث الغازات بعد عملية تحويل المسار؟
نعم، يُعد الشعور بالغازات بعد عملية تحويل المسار أمرًا شائعًا نسبيًا، خاصة في الأشهر الأولى بعد الجراحة. ويرجع ذلك إلى:
- التغيرات في حركة الجهاز الهضمي.
- اختصار جزء من الأمعاء الدقيقة مما يُغيّر نمط امتصاص الطعام.
- سرعة مرور الطعام إلى الأمعاء دون المرور الكامل بالمعدة.
- تناول أطعمة منتجة للغازات، مثل البقوليات أو منتجات الألبان أو المشروبات الغازية.

وتقل هذه الأعراض تدريجيًا مع الوقت، ويمكن التحكم فيها من خلال:
- تجنب الأطعمة المسببة للغازات.
- تناول الطعام ببطء ومضغه جيدًا.
- استخدام البروبيوتيك أو أدوية تنظيم الهضم تحت إشراف الطبيب.
فإذا استمرت الأعراض بشكل مزعج أو مصحوبة بألم أو انتفاخ مزمن، يُنصح بإجراء تقييم طبي لاستبعاد الأسباب المرضية الأخرى.

تجربتي مع عملية تحويل المسار:
يصف الكثير من المرضى تجربتهم مع عملية تحويل المسار بأنها نقطة تحول في حياتهم الصحية والنفسية. وتقول إحدى المرضى الذين خضعوا للعملية على يد الدكتور محمد أبو النجا:
"قبل العملية كنت أعاني من سمنة مفرطة، وبدأت أعاني من ارتفاع في ضغط الدم، وسكر من النوع الثاني. وبعد إجراء عملية تحويل المسار مع الدكتور محمد أبو النجا، بدأت أشعر بالفرق من أول شهر، وفي خلال 8 شهور فقدت أكثر من 40 كيلو، واستعدت  نشاطي وثقتي بنفسي، كما تحسنت صحتي بشكل غير متوقع."
وتعكس تجارب المرضى الناجحة أهمية:
- اختيار جراح متخصص وذو خبرة في عمليات تحويل المسار، مثل الدكتور محمد أبو النجا.
- الالتزام بالخطة الغذائية والتعليمات بعد العملية.
- تقبل التغيير كنمط حياة وليس مرحلة مؤقتة.
 تجربتي مع عملية تحويل المسار

وختامًا:
رغم أن عملية تحويل المسار تُعد من أنجح جراحات السمنة وإنقاص الوزن، إلا أن الحفاظ على نتائجها يتطلب التزامًا مستمرًا بنمط حياة صحي. فقد يعود  الوزن جزئيًا إذا لم يتم الالتزام بخطة غذائية، وممارسة الرياضة، والمتابعة المنتظمة. ويعتبر المفتاح الأساسي هو تحويل السلوك الغذائي ونمط الحياة إلى أسلوب صحي مستدام، وليس الاعتماد على الجراحة وحدها. كما أن الشعور بالجوع أو ثبات الوزن لا يعني بالضرورة فشل الجراحة، لكنه إشارة إلى الحاجة لتدخل مبكر واستشارة متخصصة.
فإذا كنت قد أجريت العملية أو تفكر فيها، فإن استشارة الدكتور محمد أبو النجا تمنحك خريطة طريق آمنة وفعالة لحياة صحية خالية من السمنة ومضاعفاتها.
 عملية تحويل المسار