الاقبال الشديد على الأطعمة المعلبة و الوجبات السريعة تسبب في انتشار مرض خطير لا يستهان به وسط المجتمع ، وهو مرض السمنة المفرطة الذي يعتبر من أهم أسباب الوفاه و هو سبب رئيسي في ارتفاع نسب الوفيات في وقتنا هذا.
لا تقتصر خطورة مرض السمنة على الزيادة المفرطة في وزن الجسم و تأثيره على مفاصل الجسم و فقرات الظهر بل يتمثل الجزء الأكبر من خطورة مرض السمنة في مضاعفاته الكثيرة ، فمثلاً تتسبب السمنة المفرطة في خلل هرمونات الجسم مما يؤثر بشكل ملحوظ على عدة أعضاء مختلفة و من أخطر المضاعفات الناتجة عن السمنة هو مرض السكر. كما تتسبب السمنة في مشاكل بضغط الدم و تزيد من إحتمالية حدوث أزمات قلبية. أيضاً يسبب تراكم الدهون حول الرئة و الحجاب الحاجز ضيق و صعوبة في التنفس كما يقل المجهود البدني بشكل كبير.
نظراً لتفشي مرض السمنة ظهرت بعض الحلول التي أظهرت نتائج جيدة ضد السمنة مثل عمليات السمنة المتمثلة في تكميم المعدة بأنواعه و عملية تحويل المسار و مؤخراً ظهرت الكبسولة الذكية. وبالرغم من مميزات عمليات السمنة و التي تعتبر كثيرة الإ أنه يوجد بعض النصائح الهامة و التي يجب اتباعها بعد العملية لضمان نجاح العملية بدون ظهور أي مضاعفات أو حدوث ألم أو عرض غير متوقع.
أولاً ما هي عملية تكميم المعدة و ما هي تحويل المسار ؟
عملية تكميم المعدة هي عبارة عن استئصال جزء كبير من المعدة حوالي 80% من حجم المعدة استئصالاً طولياً و تدبيس الجرح بدباسات حديثة لإحكام إغلاق الجرح و منع حدوث تسريب و الهدف الرئيسي لعملية التكميم هو إنقاص الوزن و التخلص من السمنة المفرطة و الوصول إلي الوزن المثالي. كنتيجة لتصغير حجم المعدة تقل قدرة الفرد على تناول كميات كبيرة من الطعام و بذلك يقوم الجسم بحرق الدهون المتراكمة لإنتاج الطاقة اللازمة له.
أما عملية تحويل المسار فهي إجراء جراحي يهدف إلي التخلص من السمنة المفرطة عن طريق عمل وصلة ما بين قبة المعدة و الأمعاء مباشرة بعد إختصار ما يتخطى ال 2 متر تقريباً من الأمعاء. نتيجة لتصغير المعدة تقل كميات الطعام و نتيجة لتخطي الجزء الأول من الأمعاء تقل امتصاص الجسم للسكريات و الدهون من الطعام و بذلك يبدأ الشخص في فقدان الوزن السريع.
ثانياً و بعد أن تعرفنا على عمليات السمنة الرئيسية ، سنتحدث عن أهم النصائح و الخطوات التي يجب اتباعها بعد العملية لضمان نجاح العملية و النزول في الوزن و عدم إكتساب الوزن مرة أخرى :
1- بعد العملية مباشرة يجب على المريض أن يقضي فترة التعافي كاملة بدون عمل أي مجهود شديد و خاصة إذا كانت العملية تم إجرائها عن طريق الجراحة التقليدية و ليس المنظار و لكن في حالات اجراء العملية بالمنظار فإن فترة التعافي تكون أقل و إلتئام الجروح أسرع حيث أنه لا يوجد فتح جراحي كبير بل تكون الجروح عبارة عن فتحات صغيرة ، و بالطبع سيقوم الطبيب بوصف بعض الأدوية كمسكنات للألم و غيرها.
2- الاهتمام الشديد بنظافة الجروح و العناية بها و خاصة في حالات الفتح الجراحي حتى لا يتلوث الجرح و يسبب صديد و ألم شديد.
3- إتباع النظام الغذائي الذي سينصح به الطبيب و تعتبر هذه النقطة من النقاط الهامة و الفاصلة في إنجاح عمليات السمنة بشكل عام ، حيث تنقسم فترة ما بعد العملية إلي 3 مراحل :
- المرحلة الأولى هي من يوم إجراء الجراحة وحتى الأسبوع الثاني و يعتمد فيها المريض كلياً على السوائل الشفافة و يجب أن تحتوي هذه السوائل على العناصر الغذائية الأساسية لبنية الجسم ومنها العصائر الطازجة.
- المرحلة الثانية هي الأسبوع الثالث و الرابع و يعتمد فيها المريض على سوائل غير شفافة و الأطعمة المخفوقة و بعض الطعام المهروس ، يمكن للمريض تناول الجبن، الزبادي، الأسماك، والبروتينات كاللحم و الفراخ جيدة الطهو.
- المرحلة الثالثة هي ما بعد الأسبوع الرابع حيث يمكن للمريض تناول بعض الأطعمة الصلبة و لكن ينصح بعدم تناول الأطعمة الدسمة و المليئة بالسكريات و تجنب الأطعمة الحارة.
4- شرب كميات كافية من المياه هو سر من أسرار نجاح العملية حيث ينصح الأطباء بشرب كميات كبيرة من المياه يومياً حيث تساعد المياه على ترطيب الجسم و تعويض الفقد الشديد في العناصر داخل الجسم كما أنها تحّسن من عملية الهضم و تساعد على حرق الدهون ، بعد عمليات السمنة قد يصاب الشخص بالجفاف و ذلك نتيجة نقص الطعام الشديد و نقص امتصاص الجسم للعناصر الغذائية و بالتالي تعّوض المياه هذا النقص و تقي الجسم من خطر الإصابة بالجفاف.
5- ممارسة بعض الأنشطة الرياضية بشكل يومي و ذلك بعد إنقضاء فترة التعافي حيث يحتاج الجسم إلي بعض الحركة من أجل حرق الدهون وتنشيط عضلات الجسم و تتمثل الأنشطة البدنية هذه في المشي يومياً أو الجري وصعود وهبوط الدرج و غيرها.
6- الحرص على عدم تناول كمية كبيرة من الطعام في وجبة واحدة أو ما يزيد عن الحاجة حيث أنه قد يسبب مغص و ألم بالمعدة و قيئ ، كما أن زيادة الضغط داخل المعدة عن الحد المسموح به قد يسبب حدوث تسريب.
7- ضرورة تناول الفيتامينات و المكملات الغذائية التي ينصح بها الطبيب لتفادي ظهور أي مضاعفات مثل الإصابة بالضعف و الوهن نتيجة سوء التغذية و سقوط الشعر.
8- المتابعة المستمرة مع الطبيب و متابعة مؤشرات الخطر ، ففي حالة حدوث قيئ مستمر بدون توقف ومصاحب بألآم حادة في منطقة أسفل البطن يفضل اللجوء بشكل سريع إلي الطبيب المسئول للتعامل مع تلك المشكلة و أيضاً في حالات الإصابة بالجفاف أو ظهور تورم و إلتهاب في مكان الجرح.
9- عدم تناول الطعام أثناء مشاهدة التلفاز و هو الخطأ الذي يقع فيه المرضى.
10- الفهم الصحيح لعمليات السمنة قبل إتخاذ أي قرار.
11- التوقف عن التدخين حيث أنه يسبب تآخر إلتئام الجروح كما أنه يسبب الإصابة بالتقرحات و التهابات المعدة.