حلم تكوين أسرة هو حلم مشروع لكل زوجين، و لكنه عائق للكثيرين خاصةً من يعانون من مرض السمنة، لأنها تؤثر على وظائف الجسم كلها بشكل عام و توقف حياة الشخص أن يمارس حياته اليومية بشكل طبيعي، حيث أن لها تأثير سلبي على صحة القلب، الجهاز التنفسي، الجهاز الهضمي و العظام، و بالتالي ستؤثر سلباً على الأجهزة التناسلية للرجال و النساء معاً.
و في هذا المقال سوف نعرف المزيد من التفاصيل و الأبحاث التي أثبتت تأثير السمنة على الخصوبة للرجال و النساء، و كيف تؤثر عمليات السمنة على حل مشكلة تأخر الإنجاب.
السمنة عند الرجال:
أثبتت العديد من الدراسات في مقارنة بين الرجال نحيفي القامة و الرجال الذين يعانون من السمنة يعانون من نقص في عدد الحيوانات المنوية التي تمتلك سرعة أكبر و عدد أقل من الخلايا التي تتحرك إلى الأمام. كما توجد أيضاً دراسات على الرجال الذين يعانون من السمنة، يشكون من خلل أو انخفاض في مستوى التستوستيرون و ارتفاع الهرمونات الجنسية الأخرى مثل الإستروجين، بالمقارنة مع الرجال ذوي الوزن السليم، الذي يؤثر على الأداء الجنسي و فقدان الرغبة الجنسية بشكل عام. نضيف أيضاً أن السمنة تؤثر على تدفق الدم لدى الأعضاء التناسلية و تضعف الدورة الدموية مما يسبب ضعف الإنتصاب.
ارتفاع مؤشر كتلة الجسم تسبب ما يسمى بالإجهاد التأكسدي مما يسبب زيادة إنتاج أنواع الأكسجين التفاعلية، التي تضر المادة الوراثية الموجودة داخل الحيوانات المنوية. كما تم إثبات أيضاً أن وجود الدهون بشكل زائد عند منطقة الفخذين و منطقة العانة الداخلية تؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الخصيتين لأكثر من 35 درجة مئوية، و ذلك أيضاً سبب كافي لإعاقة إنتاج الحيوانات المنوية بشكل طبيعي.
السمنة عند النساء:
هرمون الإستروجين يتم إفرازه من المبايض و الغدة الكظرية. المبايض تفرز الإستروجين بكميات محددة إعتماداً على مرحلة دورة الحيض، أما الغدة الكظرية تفرز مادة تسمى أندرستينيدون، حيث تقوم الخلايا الدهنية بتحويل تلك المادة لنوع من الإستروجين يسمى الإسترون. و في حالة زيادة الوزن أو الوصول لمرحلة السمنة، فزيادة إفراز الإستروجين نتيجة ذلك التحول الذي يؤثر على وظيفة المبايض بشكل أساسي، بالتالي يؤثر على اختلال دورة التبويض الطبيعية و مع مرور الوقت تؤدي إلى عقم.
مخاطر السمنة على النساء:
1- زيادة فرص الإصابة بالعقم.
2- عدم انتظام الدورة الشهرية.
3- زيادة فرصة حدوث الإجهاض.
4- قلة نسبة نجاح علاجات الخصوبة.
أيضاً عدم انتظام الدورة الشهرية من أسباب الإصابة بمتلازمة تكيس المبايض (PCOS)، و هي سمة مشتركة بينها و بين النساء اللاتي يعانين من السمنة. فالمرأة التي تعاني من متلازمة تكيس المبايض يكون لديها العديد من الخراجات في المبيضين، و ذلك يؤدي إلى إفراز كميات كبيرة من الأندروجين و الإستروجين و هذا يمنع إتمام عملية التبويض بشكل طبيعي مما يؤدي إلى عقم.
هل يمكن علاج مشاكل الخصوبة عند الرجال و النساء و هم يعانون من السمنة؟
بالطبع لا و اذا وافق بعض الأطباء المتخصصون في علاج مشاكل الخصوبة، فهذا من عدم الأمانة لأن هؤلاء المرضى لم يلجأوا لحل المشكلة الأساسية و هي السمنة. لذلك ينصح الأطباء الذين يتسمون بالخبرة و الأمانة بالتخلص من السمنة اولاً حتى يتم العلاج بسهولة.
و في تلك الحالة يُفضل اللجوء إلى عمليات السمنة لخسارة الوزن في وقت قياسي و تحقيق الحلم في سن مناسب، لأن معروف أيضاً أن تقدم السن حتى للذين لم يعانوا من السمنة من أسباب تكون عائق لنجاح الحمل بشكل طبيعي. و بعد عمليات السمنة يجب الإلتزام بكل تعليمات جراح السمنة و خبير التغذية لتغيير نمط الحياة، حتى يقدر الرجل أو المراة اللجوء لعلاج مشاكل الخصوبة لتحقيق حلمهم في تكوين أسر سعيدة صالحة للمجتمع.