الحجاب الحاجز هو جدار عضلي رقيق أو طبقة من العضلات تفصل تجويف الصدر عن البطن، و يوجد به فتحة صغيرة هي موقع اتصال المريء بالمعدة، وعندما يمر الطعام من المريء إلي المعدة يحدث انقباض لعضلات الحجاب الحاجز ليمنع رجوع الطعام والعصارات مرة أخري إلي المريء حتى لا يحدث الشعور بالحموضة الحارقة.
ما هو دور الحجاب الحاجز في عملية التنفس؟
يلعب الحجاب الحاجز دورًا كبيرًا في عملية التنفس، فعندما نستنشق الهواء (الشهيق) تنقبض عضلة الحجاب الحاجز في تجويف البطن فتكون العضلة مسطحة، في نفس الوقت يصبح التجويف الصدري أعمق وأكبر، وفي أثناء الزفير ينزلق القفص الصدري إلى وضعه أثناء الراحة بينما يستريح الحجاب الحاجز ويرتفع إلى وضعه على شكل قبة في الصدر. فيضطر الهواء الموجود داخل الرئتين إلى الخروج من الجسم مع انخفاض حجم تجويف الصدر.
أسباب فتق الحجاب الحاجز (فتق المعدة):
تحدث الإصابة بفتق الحجاب الحاجز عند اندفاع الجُزء العلوي من المعدة عبر الفتحة الموجودة في الحجاب الحاجز إلى داخل تجويف الصدر، ويكون السبب الأكثر شيوعًا في حدوث فتق الحجاب الحاجز هو ازدياد الضغط في تجويف البطن الذي يحتوي على (الجزء السفلي من المريء، والمعدة، والأمعاء الدقيقة، والبنكرياس، والقولون، والمستقيم، والكبد، والمرارة، الكلي، الحالب، والمثانة)، وقد ينتج هذا الضغط نتيجة عدة أسباب منها السعال، التقيؤ، الإجهاد الشديد أثناء التبرز، ممارسة رياضة رفع الأوزان الثقيلة، أو الجهد البدني. في بعض الأحيان يؤدي الوزن الزائد والبدانة وزيادة السوائل في البطن إلى حدوث فتق الحجاب الحاجز.
انواع فتق الحجاب الحاجز (فتق المعدة):
يوجد نوعان رئيسيان من انواع فتق الحجاب الحاجز (فتق المعدة):
- فتق الحجاب الحاجز الانزلاقي:
وهو النوع الأكثر شيوعًا، وفيه ينزلق الجزء السفلي من المرئ وجزء من المعدة من خلال فتحة ضعيفة في الحجاب الحاجز.
- فتق الحجاب الحاجز المجاور للمرئ:
وهو أقل حدوثًا وأكثر خطورة من النوع الأول، وفيه يكون الجزء السفلي من المرئ في مكانه أسفل الحجاب الحاجز، ولكن ينزلق إلى جواره جزء من المعدة أعلى الحجاب الحاجز.
وهناك نوع آخر نادر الحدوث من انواع فتق الحجاب الحاجز (فتق المعدة) يطلق عليه فتق الحجاب الحاجز المركب، وفيه تندفع أعضاء أخرى من تجويف البطن إلى أعلى الحجاب الحاجز، مثل الأمعاء الدقيقة أو القولون.
درجات فتق الحجاب الحاجز (فتق المعدة):
- الدرجة الأولى (فتق الحجاب الحاجز أقل من 3 سم): حيث تكون الفتحة في الحجاب الحاجز صغيرة، ويكون الفتق بسيطًا لا يمكن الشعور به.
- الدرجة الثانية (فتق الحجاب الحاجز 3 سم - 5 سم): حيث يكون فتق الحجاب الحاجز أكبر، ويمكن الشعور به عند الانحناء أو السعال.
- الدرجة الثالثة (فتق الحجاب الحاجز أكبر من 5 سم): حيث يكون فتق الحجاب الحاجز كبيرًا، ويمكن رؤيته بوضوح.
اعراض فتق الحجاب الحاجز (فتق المعدة):
في أغلب الأحيان لا تظهر لدى العديد من المُصابين بفتق الحجاب الحاجز أي أعراض ظاهرة، لكن يوجد أيضاً بعض المُصابين يعانون من أعراض مُشابهة لأعراض مرض الإرتجاع المِعدي المريئي، وهو عبارة عن ارتداد العصارات الهضمية من المعدة الى المريء، وتشمل أعراضه ما يلي:
- حموضة شديدة وشعور بحُرقة في المعدة.
- الإحساس بمرارة الطعم الحامض في مؤخرة الحلق.
- التجشؤ الكثير والانتفاخ الشديد.
- حدوث توعك وألم شديد في المعدة أو المريء.
وعلى الرغم من وجود علاقة بين فتق الحجاب الحاجز والارتجاع المعدي المريئي، إلا أنه لا يبدو أن أي من الحالتين تسبب الُأخرى، فالكثير من الحالات يعانون من فتق الحجاب الحاجز دون إصابتهم بالارتجاع المعدي المريئي، ويُلاحَظ إصابة حالات آخري بالارتجاع المعدي المريئي دون إصابتهم بفتق الحجاب الحاجز.
الحجاب الحاجز وضيق التنفس:
أيضًا من بين أعراض فتق الحجاب الحاجز في بعض الحالات التي يكون فيها فتق الحجاب الحاجز كبيرًا الشعور بصعوبة وضيق في التنفس وألم في الصدر، وذلك بسبب ضغط أعضاء تجويف البطن المنزلقة أعلى الحجاب الحاجز على الرئتين مما يمنعهما من التمدد بصورة طبيعية، وحيث أن الشعور بألم شديد في الصدر هو أيضاً أحد أعراض النوبة القلبية، فمن المهم الإتصال فوراً بالطبيب أو التوجه إلى وحدة الطوارئ عند الشعور به.
بالصور فتق الحجاب الحاجز (شكل فتق المعدة):
يمكن ملاحظة شكل فتق الحجاب الحاجز بسهولة باستخدام التصوير بالأشعة السينية، حيث
يتم إجراء أشعة فتق الحجاب الحاجز عن طريق إعطاء المريض سائل يشربه، يقوم هذا السائل بتغليف بطانة الجهاز الهضمي، فتظهر صور ظل للمرئ والمعدة والجزء العلوي من الأمعاء الدقيقة، وبالتالي يمكن تشخيص إذا كان هناك فتق في الحجاب الحاجز، وتحديد حجمه.
علاج فتق الحجاب الحاجز (فتق المعدة):
يعتمد علاج فتق الحجاب الحاجز على شدة الحالة (نوع ودرجة الفتق) وأعراضها، وقد يكون علاج فتق الحجاب الحاجز جراحي، أو غير جراحي بالأدوية أو بتغيير نمط الحياة عن طريق فقدان الوزن وتجنب الأكلات التي تسبب حرقة المعدة والسيطرة على السعال بعلاج مسبباته.
أدوية علاج فتق الحجاب الحاجز:
من الممكن أن يصف الطبيب أدوية علاج فتق الحجاب الحاجز لعلاج أعراض الارتجاع المعدي المريئي المصاحبة له، ولا يعد العلاج الدوائي علاج نهائي لفتق الحجاب الحاجز نفسه، ومن أمثلة هذه الأدوية:
- مضادات الحموضة.
- حاصرات مستقبلات H2.
- مثبطات مضخة البروتون.
عمليات الحجاب الحاجز:
يلجأ الطبيب إلى التدخل الجراحي في الحالات الشديدة التي لا تنجح فيها الأدوية وتغيير نمط الحياة في السيطرة على الأعراض المزعجة، أو تلك التي تطورت إلى مضاعفات خطيرة كانقطاع وصول الدم إلى الجزء المختنق من المعدة أعلى الحجاب الحاجز.
وتهدف عمليات الحجاب الحاجز إلى إصلاح الفتق عن طريق إعادة الأعضاء إلى أماكنها الصحيحة في التجويف البطني، وإغلاق الفتحة الموجودة في الحجاب الحاجز.
عملية فتق الحجاب الحاجز بالمنظار:
- يقوم الدكتور محمد أبو النجا بإصلاح فتق الحجاب الحاجز باستخدام المنظار، حيث يتم عمل 5 - 6 شقوق صغيرة في منطقة البطن، ويُدخل المنظار والأدوات الجراحية من خلالها.
- يستخدم الطبيب الجراح المنظار ليلتقط صورًا لأعضاء الجسم الداخلية ويعرضها على شاشة.
- يتم سحب الفتق من منطقة الحجاب الحاجز وإرجاعه إلى منطقة البطن.
- يتم تحسين آلية عمل الصمام الموجود في الجزء السفلي من المريء، حيث يعمل هذا الصمام على الحد من رجوع عصارات ومُحتويات المعدة إلى المريء.
- يقوم الجراح بلف الجزء العلوي من المعدة الذي يُسمي بالقاع حول الجزء السفلي للمريء، لجعل العضلة العاصرة مشدودة بشكل دائم حتى لا تعود مُحتويات المعدة إلى المريء مرة أخرى في المُستقبل.
وتشمل مزايا الجراحة بالمنظار مقارنة مع الجراحة المفتوحة صُغر حجم الشقوق الجراحية و تجنب إصابة المريض بالنزيف والألم أثناء وبعد العملية، كما تكون فترة الشفاء أسرع وأقصر.
الآثار الجانبية بعد عملية فتق الحجاب الحاجز:
تشمل الآثار الجانبية بعد عملية فتق الحجاب الحاجز بعض الآلام المؤقتة مكان الجرح، مع بعض التعب، والشعور بالغثيان والقيء، وعادة ما تختفي هذه الأعراض بمرور الوقت.
صعوبة البلع بعد عملية فتق الحجاب الحاجز:
تعتبر صعوبة البلع بعد عملية فتق الحجاب الحاجز من الآثار الجانبية النادرة، ويمكن علاجها باستخدامها الأدوية أو العلاج الطبيعي، وتتحسن بالتدريج خلال فترة التعافي.
نظام الأكل بعد عملية فتق الحجاب الحاجز:
يعتمد نظام الأكل بعد عملية فتق الحجاب الحاجز في الأيام الأولى على تجنب الأطعمة التي تسبب مشاكل مثل تهيج المعدة أو عدم الراحة، حيث يُنصح بتناول الأطعمة الخفيفة غير الدهنية، وتجنب الأطعمة الحارة، والحمضية، والأطعمة التي تسبب غازات البطن، والمشروبات التي نحتوي على الكافيين. كما يُنصح بشرب الماء والسوائل بكميات كبيرة لتجنب الجفاف.
أضرار عملية فتق الحجاب الحاجز:
تتمثل أضرار عملية فتق الحجاب الحاجز في المخاطر المصاحبة لكل العمليات الأخرى، كالعدوى، أو النزيف، أو إصابة الأعضاء المجاورة، أو فشل العملية، وكلها مخاطر نادرة الحدوث ويمكن تجنبها بسهولة باختيار الطبيب المتمكن ذي الخبرة الواسعة مثل الدكتور محمد أبو النجا.
ويجب الرجوع إلى الطبيب فورًا في حال ظهور أي من هذه الأعراض.
أسعار عملية فتق الحجاب الحاجز:
تعتمد أسعار عملية فتق الحجاب الحاجز على عدة عوامل، منها شدة الحالة من حيث نوع ودرجة الفتق، والتقنية والأدوات المستخدمة في العملية، والمستشفى ومستوى الخدمة فيها، وخبرة ومهارة الجراح والفريق الطبي المصاحب له.
تجربتي مع عملية فتق الحجاب الحاجز:
تحكي إحدى الحالات المميزة عند د. محمد أبو النجا عن تجربتها مع عملية فتق الحجاب الحاجز، والتي كانت تعاني أيضًا من السمنة والمرارة، ليكون قرار د. محمد أبو النجا بحل جميع مشاكلها بعملية واحدة فقط.
نصائح و إرشادات هامة للحد من الإرتجاع المعدي المريئي:
-التخلص من الوزن الزائد والسمنة المفرطة.
-إبقاء الرأس مرفوعًا بحوالي 15 سم عن مستوى باقي الجسم عند النوم على الظهر، حيث يعمل ذلك في إبقاء مُحتويات وعصارات المعدة داخلها بفعل قوة الجاذبية.
-الامتناع عن تناول الأطعمة المقلية والدهنية وأيضاً الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على كمية كبيرة من الكافيين، بما في ذلك الشوكولاتة وحلوى النعناع.
-تجنب تناول المشروبات الغازية والمشروبات الكحولية.
-الحد من تناول أطعمة مُعينة مثل صلصة الطماطم والخل والخردل والتوابل الحارقة.
-تجنب ارتداء الكورسيه والأحزمة أو الملابس الضيقة التي يُمكن أن تزيد من الضغط على المعدة والبطن، مثل الملابس المطاطية وملابس تنحيف الجسم الداخلية.
-تناول أدوية مضادات الحموضة بعد تناول الطعام يخفف من الارتجاع والحموضة.
-الامتناع عن التدخين تماماً.
-تناول وجبات الطعام اليومية على فترات متباعدة لإعطاء المعدة فترة من الراحة.
-من الأفضل تناول وجبة الطعام قبل الاستلقاء أو النوم بحوالي 3 - 4 ساعات على الأقل والحد من الوجبات الخفيفة والتسالي قبل النوم.
-الامتناع عن تناول الأطعمة الغنية بالحمض، مثل إضافة الليمون والخل وصلصة الطماطم والفواكه من صنف الحمضيات أو عصائرها، فهي قد تؤدي إلى تهيج بطانة المريء.
وأخيراً إذا قمت باتباع تلك الإرشادات والنصائح وتناول الأدوية المضادة للحموضةـ لكنك لم تشعر بأي تحسن، يجب عليك إستشارة الطبيب المختص للتشخيص والعلاج السليم.